كلام لا بدّ منه..

لكل من يشكك في وطنية لاعبي المنتخب الوطني ويتهمهم بالتهاون والتآمر، ولكل من يشكك في صدق نواياهم ويصفهم باللاعبين "المغتربين" وذوي "الجنسية المزدوجة" و"لاعبين من وراء البحار"، يجب أن يعلم بأنهم "جزائريون" أبا عن جد، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولا أحد بإمكانه اختزال الوطنية في نفسه ويمنعهم من الدفاع عن ألوان بلادهم إذا كانوا يستحقون ذلك من الناحية الفنية.
لاعبونا ليسوا مجنسين مثل لاعبي منتخب ألمانيا خديرة "التونسي" وأوزيل "التركي" وبودولسكي "البولندي" وبواتينغ "الغاني"، وليسوا مجنسين مثل أرمادة اللاعبين الفرنسيين من جنسيات أفريقية مختلفة، ولا مثل أرمادة من اللاعبين الإنجليز الذين ينحدرون من أصول عديدة، ومثل كوستا البرازيلي الذي يلعب لإسبانيا وغيرهم من اللاعبين في كل بقاع العالم، لكن لا أحد اتهمهم بأنهم ليسوا أبناء البلد!
أما من يعتقد بأن لاعبينا جاؤوا للمنتخب من أجل الأموال فيجب أن يعلم بأن مكافأة الفوز أمام الكاميرون لم تكن لتتعدى عشرة آلاف يورو، وهو مبلغ يتقاضاه محرز في يوم واحد في ناديه ليستر، ومن يعتقد بأن الجهاد أثناء ثورة التحرير كان مقتصرا على الجزائريين في الداخل فيجب أن يعلم بأن المغتربين قدموا بدورهم تضحيات كبيرة من أجل الحرية، ومن حق أبنائهم أن ينالوا الفرص نفسها في خدمة وطنهم.
التشكيك في وطنية لاعبينا الذين ننقلب عليهم عندما "يتعثر المنتخب" هو تصرف غير لائق تجاه جيل مبدع ذنبه الوحيد أنه ولد خارج الجزائر لأسباب خارجة عن إرادته، والانقلاب عليهم بهذا الشكل من طرف "الفلاسفة" بعد التعثر أمام الكاميرون يراد منه التأثير على مسيرتهم في التصفيات والعودة بنا إلى نقطة الصفر، ويراد منه تصفية حسابات قديمة على حساب المنتخب الذي سنبقى نسانده ونقف معه حتى ولو كان يضم في صفوفه أطفالا صغارا أو شيوخا وعجائز لأننا لا نملك منتخبا آخر نناصره، ولا بلد آخر نعتز ونفتخر بمنتخبه.
وأما من يتحدثون عن التآمر والتمرد في صفوف المنتخب الحالي، فندعوهم للعودة إلى ما حدث سنوات الثمانينيات من تآمر وتمرد على خالف وسعدان وزوبا وغيرهم، وندعوهم لتذكر رفضهم الجلوس في كرسي الاحتياط ورفضهم الالتحاق بالمنتخب لمرات عديدة لأسباب تافهة، وندعوهم لاستعادة شريط أحداث مونديال 82 ومونديال 86، وما حدث في نهائيات كأس أمم أفريقيا 86 و88 و 92، وكل الذي كان يحدث في غرف تغيير الملابس بسبب أنانية البعض التي فوتت علينا فرص التتويج بكاس أمم أفريقيا عديد المرات، وفوتت علينا الذهاب بعيدا في مونديال إسبانيا والمكسيك.
ليست هناك تعليقات